كل بيت مصري هو مملكة صغيرة، أساسها المحبة والود، لكنها ليست بمعزل عن العالم. في زحمة الحياة، وفي تفاصيل اليوم، قد ننسى أن أغلى ما نملك هو كرامة الإنسان، كرامة الزوجة اللي بتشيل هم البيت، وكرامة الأب اللي بيسعى، وكرامة الطفل اللي بيبدأ يكتشف الدنيا. كتير من مشاكلنا بتبدأ من هنا، من إننا بنفقد الإحساس بقيمة الكلمة الطيبة، أو بننسى إن حقوق الزوجة هي حقها في الأمان والاحترام، وإن حقوق الرجل هي حقه في التقدير والدعم، وإن حقوق الطفل هي حقه في الحماية والتعليم.

الأسرة المصرية هي الأساس، لكنها محتاجة لمنارة ترشدها. كتير من الأسر بتواجه تحديات يومية زي الضغط المادي، أو الخلافات اللي بتيجي من سوء الفهم. في وسط ده كله، بنلاحظ إن حقوق الإنسان، اللي بتبدأ في البيت، ممكن تتوه. الأم اللي بتشتغل وبتدير البيت، قد لا تجد التقدير المناسب. الأبناء اللي بيتعرضوا لضغوط نفسية، قد لا يجدوا مساحة للتعبير عن مشاعرهم. المشاكل دي حقيقية وموجودة في كل حارة وشارع، لكن الحلول أبسط مما نتخيل.

الحل يبدأ من جوه كل بيت. بإن الأب والأم يكونوا قدوة في احترام بعض، وإنهم يفهموا إن حقوق الطفل مش بس أكل وشرب، لكنها مساحة من الحب والأمان بتشكل شخصيته. على سبيل المثال، احترام الأب لاختلاف رأي أبنائه في التعليم أو العمل، وتقدير الزوجة لجهود زوجها في توفير حياة كريمة، وترك مساحة للحوار بين جميع أفراد الأسرة.

دور الدولة لا يقل أهمية، فهو يمتد من توفير فرص العمل والرعاية الصحية الجيدة للجميع، إلى ضمان تعليم عادل لا يميز بين طفل وآخر. في مجتمعنا، نأمل أن يكون لكل فرد الحق في العمل الذي يستحقه، والعلاج الذي يحتاجه، والتعليم الذي يستحقه، ليعيش في سلام. فمن حق كل مواطن أن يشعر بالأمان، وأن يتمتع بحريته في التعبير عن رأيه، واحترام عقائده مهما اختلف عن الآخرين. فالتغيير مش محتاج قوانين صعبة بس، لكن محتاج نفوس مقتنعة إن كرامة الإنسان هي كرامة المجتمع كله.